منتدى قبيلة ال منصور لودر الشامخة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قبيلة ال منصور لودر الشامخة

ان هذا المنتدى يقوم بطبع بعض الوثائق الثاريخية للقبيلة والمنطقة بشكل عام


    السلطنه العوذلية

    محمد علي المنصوري
    محمد علي المنصوري
    Admin


    المساهمات : 73
    تاريخ التسجيل : 07/02/2013

    السلطنه العوذلية Empty السلطنه العوذلية

    مُساهمة من طرف محمد علي المنصوري الجمعة فبراير 08, 2013 8:01 am

    السلطنه العواذليه - الفصل الأول -- الفصل الثاني -- الفصل الثالث
    تاريخ النشر | | | الزيارات: 1947




    الفصل الأول

    تاريخ المنطقة القديم :

    لقد كانت المنطقة في التاريخ القديم تشكل جزاء من دوله ( قتبان ) التي عاصرت مملكتي ( معين وسباء ) والتي نشأت في وادي بيحان ما بين القرن التاسع قبل الميلاد ، والسادس منه وقد امتد نفوذها من وادي بيحان وحريب شرقا الى باب المندب والتهائم غربا وبلاد ( مراد وردمان وسرو مذحج المعروف ببلاد البيضاء والكور والنخع ) وقد توسعت هذه المنطقه حتى شملت ابين ولحج وعدن .












    ثم اصبحت هذه المنطقة فيما بعد جزاء من مملكة سباء ويذكر الملك كرب آل واتري كتابه صرواح التي تعتبر من اخطر الوثائق التاريخية القديمة وأهمها التي تتعلق باخبار سباء واعمال هذا المكرب الملك سنت 630 قبل الميلاد الى سنت 600 قبل الميلاد والتي دون فيها اعمال الحربية وغير الحربية والتي نقل عنها المؤرخ العربي الكبير جواد علي في كتابة ( المفضل في تاريخ العرب قبل الاسلام الجزء الثاني صفحة 390) ما نصه ( أن الملك كرب ال واتر امر بضم سرم سروم وتوابعها وكذا همدا همدان ) ولواحقها الى حكومة سباء وسلم ادارة سرم الى السبئيين واحاط المدينة بسور واعاد الترع والقنوات ومسائل الماء الى ما كانت عليه .

    واما دهسم ( دهس ) وتبنى فقد حلت بسكانها الهزيمة وقتل منهم الفاء قتيل واسر خمسه الاف اسير واحرقت اكثر مدنها وادمجتا ومعهما مقاطعت ( دثينة ) وتنفي سباء ..

    أما مقاطعة ( عود ) عودم فقد ابقيت لملك دهس ( دهسم ) وقد حصل العوديون الذين انفصلوا عن اوسان حلفاء لسباء فأبقيت لهم املاكهم والارض التي كانت لهم وكانت عود من ارض اوسان في الاصل ثم اخضعت لمدحي ( مدحم ) حسب رأي المؤرخ العربي جواد علي وكما ذكر الاستاذ جواد علي فان بعض الباحثين الاجانب يعتقدون ان عود هي العواذل في الزمن الحاضر .

    لقد كانت عود تحت هذا المنظار جزءا من اراضي دولة اوسان في الاصل وكانت اراضي هذه المملكة وهي : دثينه ودهسم التي تعني يافع وبتنى التي تعني لحج .



    ( الفصــل الثانـــي )



    وضع المنطقة بعد انفصال اليمن عن دولة الخلافة الاسلامية

    وقيام الممالك اليمنية المستقلة :

    بدأت الدويلات اليمنية المستقلة بقيام دولة بني زياد سنة 205 هجرية الى 412 هجرية وانتهت هذه الدويلات بنهاية اخر سلاطين بني طاهر عام 1526م في عدن على يد الاتراك ومما يجدر ذكره في هذا المقام ان هذه المنطقة لم تعرف باسمها الحالي العواذل الا في القرن الحادي عشر الهجري وقد سميت بذلك نسبتا الى ( عوذل بن فلان حسب ما ذكره المؤلف والمؤرخ اليمني محمد بن علي الأكوع في كتابة ( اليمن الخضراء الجزاء الأول ) وقد عزز هذا الرأي الحاج قاسم ابن عبد الله احد افراد اسرة أل قاسم علي حيث ذكر انها سميت بهذا الاسم نسبتا الى عوذل بن طيال وهو احد زعماء قبائل المنطقة . وفي نظرنا ان سبب تسميته هذه المنطقة نسبتا الى عوذل هذا يرجع الى تأثير وهيبة قبيلته التي كان ينتمي اليها ومالها من تأثير فعلي في تسيير اوضاع هذه المنطقة في نفس تلك الفترة الزمنية المحددة يومها ... مع عدم اقفال الاراء الاخرى حول هذه التسمية مما جاء ذكره في سياق حديثنا بانها كانت تعرف بالتاريخ القديم معبود ولعل هذه التسمية قد حورت شعبيا وعلى المدى الطويل عن هذه اللفظة المذكورة وفي تراثنا الشعبي كثير من هذه التحويرات وهذا فقط من باب التنوية .. الا أننا لا ننسى أن نؤكد هنا أن لفظه عواذل جمع عاذل على طريقة جمع تكسير لا تعني ولا تتفق ومدلولها القاموسي الذي يعني بالعاذل الحاسد او الشاني ولكنها تشير بكل دقه الى كل تفاسيرها التي ذكرت انفا استنادا على اراء كتاب التاريخ وعلماء الاثار ... وعموما فانه يمكن القول انه في ايام العلامة اليمني الحسن ابن احمد ابن يعقوب الهمداني 280 هـ الى 360 هـ كانت المنطقة العلياء الظاهر تعتبر جزاء من سرو مدحج ... ومن المناطق التي اوردها الهمداني في كتابة ( صفة جزيرة العرب ) في سرو مدحج وتعبر اليوم في عداد منطقة الظاهر هي : مرحب للنخع ربط الاشتر النخعي وكذا ( مشعبة ) وصعدان للاصميين ( كريش ) للعوذيين ـ والاصبحيين ( صحب ) ( وملاس ) للاوديين وحيماء وجدت الاوديين فهم فيه اخلاط ( نعمان ) و ( عدو ) الى راس الكور وفيه حصن يعرف بـ ( القمـر ) للاصبحيين من حمير واكثره للدعام ابن الرزام الدهبلي من اود وهم اخواله جده من امه محمد بن عبيد بن سالم الاصبحي نظير محمد بن ابي العلاء حارب مذحجا بالسروا وكله في زمانه وشرجان من السرولبني مالك من ( الوذ ) .

    اما الكور فهي من دثينه و ( دثينه ) أولها عران واسمه ( الرقب) لبني كتيف وهم رهط رزام بن محمد ولهم ( الموشح ) وهي مدينة كبيرة ( الحار ) و ( تاران ) واديان لبني قيس من بني ( اود) وهم ابناء عبد الله بن صحيطة اعني كتيفا وقيسا ولهم قرية تعرف بـ ( الظاهره) نرى واد كبير لبني شكل بن حي من اود وادي ( ثره لبني حباب وهم اخوه بني شبيب وقريتهم يقال لها ( منهى ) ( عرفان) وادي لبني افعى وهم من بني ربيعة بن اود وهم رهط ابن العنديد ( المقيق) لبني شهاب بن الارقم بن حي بن اود ( القمر وادا ) لثقيف ...

    ( رائش ) جبل يحله بنو اود جميعا ( يسقى ) لبني عمروا وهم اخوة بني شهاب ( المحوران ) واد و ( الحميراء ) لبني مزاحم وهم الدهابل وهم من اشراف بني اود وسادتهم ومن ربيعة بن اود وهم رهط عثمان الدهبلي اقام بالثغر غازيا دهرا ثم عاد .. ( الشرفه ) واد عظيم وهو لبني عد بن اسامه يقولون الى ربيعة الفرس ( حبل ) وادي فيه قرية تعرف بالسود للاصبحيين من حمير والتي تعرف اليوم بالسويداء ( الحافه ) للاصبحيين ... الدبيه لبني الحماس من بالحارث بن كعب ( مران ) وكبران و ( نزعه ) و ( حجومه ) و ( ملاحه ) و ( التيب ) كلها للنخع وفي وادي مران منها بني قبات منهم وهما ساداتهم واشرافهم منهم محمد بن قبات مطعم الذئب وله خبراء عجيب ( تناوله الحكايات الشعبية ) وحر لكنده ( روعان) .. الجزع لبني عبد الله بن سعد ( الروضه ) وطب واديان لبني عبد الله بن سعد القرن والعارضة ... سمار لبنى عجيب وهم ازد شنونه الخنينه مدينة لبني سوين من بني حي بن اود ، والسهل من دثينه ما يلي يرامس دار الحفينات . التقصن وساكنه بني شبيب وبني حباب في ثلاث قرى متفرقة واكمه بني افعى فهذه هي دثينة ..

    وفي ايام حكام السلطان الطاهري عامر ابن عبد الوهاب ( 894 هـ ـ 923 هـ ) سلطان دوله بني طاهر فانه في اواخر محرم سنة 906 هـ والتي كثرت فيها الامطار والسيول وصل عمر الجبني من دثينه الى عدن حيث كان يقيم الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب ومعه سته اسير وسبعة رؤوس من اهل دثينة وكان قد تواتر منهم ذنوب اقتضت ذلك فاقزا طوائف من خيرة عليهم حتى طاعو .

    وفي شهر رجب سنة 906 هـ أخذ السلطان عامر بن عبد الوهاب حصن دثينة وسائر ما هنالك قهرا بعد ان حط فيه بنفسه ثلاث اشهر ورماهم بالمنجنيقات وظيق عليهم اشد الظيق وطلبوا الذمه وبذلوا ما يريد فقبل ذلك وارتفع الى المقرانه فامنت الطرقات وانحسم الخلاف .

    وفي 17 ربيع الاخر من عام 907هـ اخذ الظاهر عامر بن عبد الوهاب حصن مدينة بيضاء حصي المسمى بشمر جناح قهرا بالسيف وهو حصن عظيم بالمنعة وانقطعت باخذه ماده الفساد في البلاد الشرقية ولازم الظافر المحطة بنفسه وحوصر من ذي الحجة من سنة 907هـ شهر ربيع الاخر من سنة 908هـ وقبض على علي بن مزاحم وقتل اخيه ابو بكر بن مزاحم فلما علم اهل حصن مفلحه وحصن كلب وحصن رداع الحرامي بقبض حصن البيضاء سلموا حصونهم راضيين ..

    ( الفصــل الثالث )

    الوضع في اليمن منذوا أواخر حكم عامر بن عبد الوهاب وحتى

    قيام السلطنات الانفصالية في جنوب اليمن

    أبان حكم عامر بن عبد الوهاب كانت اليمن تنقسم الى اربع ممالك هي:

    المملكة الأولى : وتضم لحج وابين والشحر وحضرموت والتهائم اليمنيه واليمن الاسفل حتى رداع تحت حكم الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب .

    المملكة الثانية وتظم : صنعاء ومخاليفها تحت يد الامام محمد ابن الناصر محمد .

    المملكة الثالثة وتظم : بلاد الشرق والظواهر وصعده وهي مقسمة بين اولاد المؤيد واشراف آل منصور والامام محمد بن علي السراج الوشلي .

    المملكة الرابعة وتظم : كوكبان وملحقاتها تحت يد اولاد الامام المطهر محمد بن سلمان .

    أما في الفترة من عام 1538م دخول الاتراك اليمن على انقاض دولة بني طاهر وحتى عام 1635 م عام خروج الاتراك فقد ظلت اليمن تنازعها قوى العثمانيين الذين كانوا يسيطرون ( على صنعاء والمخاء وزبيد وصلهد وكوكبان الطويلة ومأرب وعدن .. والائئمة الزيديون يسيطرون على المنطقة الجبلية الشمالية الممتدة من صعده شمالا الى ذمار ورداع جنوبا .

    وبعد انتهاء الحكم العثماني الاول عام 1636م تمتعت اليمن باستقلالها الذاتي الا ان مقاطعات الجنوب التي عرفت في الماضي بالشرق انفصلت عن اليمن بعد الانسحاب التركي واصبحت مجزءاه الى سلطان ومقاطعات مثل ، يافع ، الفضلي ، الواحدي ، العولقي ، لحج ، الهيثمي في دثينة ، حضرموت ، عدن .

    ولم تدخل هذه البلاد في اطار الدولة الملكية الامامية الا في ايام الدولة القاسمية التي امتد نفوذها ليشمل لحج وعدن وبلاد البيضاء ويافع وحضرموت ومعظم تهامه والمخلاف السليماني ( حيث قام الامام المتوكل اسماعيل ابن القاسم عام 1054هـ بتجهيز ابن اخيه صفي الاسلام احمد بن الحسن ابن الامام على بلاد الامير حسين بن عبد القادر وهي عدن ولحج وابين واستولا عليها وفي عام 1065 هـ وجه الامام المتوكل ابن القاسم وجه احمد ابن الحسن الى ناحية البيضاء وفتحها بعد حرب كبيرة اجتمع فيها الرصاص واليافعي والعلوقي والجراش وقتل فيها الشيخ حسين الرصاص الذي قطع رأسه بالحسام وحمل الى الامام المتوكل اسماعيل ابن القاسم الذي ادخل جميع السلاطين تحت لواء حكم الائمة الذي استمر لمدة اربعين عاماً قويا وفعالا حتى انحسر اول ما انحسر في حضرموت حيث تعاهد امراء الجنوب بالخروج عن طاعة الائمة الذي اعتراة الضعف والانهيار نتيجة التنافس على الامامه وعدم الاستقرار في الحكم مما شجع هؤلاء الامراء وبالذات اليافعي والرصاص والفضلي والعولقي والهيثمي في دثينة العبدلي في لحج من الخروج عن طاعة الدولة المركزية في صنعاء .

    حيث اجتمعت كلمة يافع على طاعة الشيخ صالح بن احمد هرهره واقاموه سلطانا عليهم واناطو به بمهمة انقاذهم من حكم الائمة وقد حالف السلطان معوضه بن عفيف اليافعي سلطان القاره وبداءت حركة التمرد بيافع وانتصرت وعندها انضم الى حركة التمرد السلطان احمد بن علي الرصاص والسلطان صالح بن منصور العولقي وامير ( مرخه ) قاسم بن شعفل ثم ولده الامير احمد وقاد السلاطين المذكورين جميع قبائل يافع العلياء والسفلى وبنير والعوالق السفلى والعليا وحالمين وال فضل واستمرت المعارك حتى عام 1733م .

    ففي عام 1702م اجتمع السلطان قحطان والسلطان احمد بن علي الرصاص والسلطان منصر العولقي في العرو وحسموا الخلاف الحاصل بين السلطان قحطان والسلطان احمد بن علي الرصاص بخصوص أطراف أبين وفيها استمال الامام السلطان عبد الله بن احمد الفضلي واعانه ( هذا المذكور ) بمدافع وجنود كثيرة وحاصروا الطرية بأبين وضربوها بالمدافع حتى سلم الشيخ صالح بن سليمان الكندي والامير امين القلعة وانحازوا الى يافع ثم انبأء عمال الامام الى السلطان عبد الله بن احمد الفضلي وندم واجتمع بالسلطان احمد بن علي الرصاص والسلطان قحطان بسيلة كلد اسفل ذي ناخب وحالفهم على محاربة جنود الامام واخرجهم من أبين وفي نفس العام المذكور استولى السلطان قحطان على عدن ولحج ثم استردها جند الامام في العام نفسه .

    وفي عام 1705م تقدم السلطان ناصر بن صالح هرهر بجموع يافع واستولى على ( الرعارع) في لحج وتعتبر العاصمة القديمة للحج واخربوها وحاصروا قلعة حمادي واخرجوا منها جند الامام كما حاصر السلطان قحطان قلعة الطرية بابين وحالوا بين حاميتها وبين امدادات الامام حتى جاعوا واخلوا القلعة ليلاً ودخلها اصحاب السلطان قحطان بن معوضه ولم يقنع سلاطين يافع بمحاربة جند الامام في حدود يافع وملحقاتها كلحج والشعيب وجبن ونعوه والربيعتين والشاهر وجبل حرير وحالمين وغيرها بل اتجه سلاطين يافع الى حضرموت عام 1705م بسته الاف مقاتل من يافع واستولوا على جميع حضرموت وهم اللذين اسسوا دولة القعيطي .

    لقد ساعد تحركات التمرد هذه الموجهة ضد الدولة المركزية في صنعاء ونزاعات الاستقلال التي تولدت لدى المشايخ والامراء الى بداء مرحلة تجزئ اليمن الواحد فانفصلت اولا حضرموت ثم اعلن شيخ قبيلة العبدلي فضل بن علي نفسه مستقلا في لحج عام 1728م ثم سيطر بعد ذلك على عدن وبعد ان تحالف مع جاره سلطان يافع عام 1735م واتفق الاثنان على ان يتبادلا معا خراج عدن بالمناوبة .

    ولقد تتابعت فيما بعد حركات التمرد والانفصال من بقية زعماء القبائل وحكام المقاطعات الجنوبية المحليين الذي بداءوا يتوزعون الى سلطنات ومشيخات وامارات معلنه استقلالها ومن بين تلك المقاطعات سلطنت المنصوري في العواذل الذي تكونت بداية في رقعة ارضيه ضيقة في الكور ولودر والحصن وتسمى " بارض المنصوري والقبائل التابعة لهذه السلطنة هي قبائل ال بجير وال بو طهيف واقفاع الحصن وهذه القبائل المذكورة انفا تتبع مرفع السلطان ( الذي يعني ما يقابله اليوم العلم النسبة للدولة الحديثة ) . اما قبائل الجهة الشرقية من الكور وهي الشعوى واتباعها وقبيلة الدماني واتباعها من القبائل الاخرى فقد كانت مستقلة في اراضيها ولا تتبع مرفع السلطان اذ ان لها مرفعها الخاص وشروعها الخاصة وتعرف بقبائل العوذلي . أما بالنسبة لمنطقة الظاهر فلم تكن كليا ايضا تتبع السلطان المنصوري فيما اذا استثنينا قبائل ذروه والشهور والرباط وعر. أما بالنسبة لقبيلتي المحمدي والمرزوقي والقبائل التابعة لها فقد كانت لا تتبع سلطان المنصوري شانها في ذلك شان قبائل المنطقة الشرقية من الكور ... ولم تخضع هذه القبائل لسلطة السلطان المنصوري ولم تتبع مرفعة الا في حوالي 1941م حيث فقدت هذه القبائل استقلاليتها واصبحت تابعة لسلطة السلطان وذلك عندما استعانت هذه السلطة بقوات الاحتلال البريطاني لااخضاع هذه القبائل لمدة نفوذها وسيطرتها على كل قبائل المنصوري وآل عوذله واطلق عليها يومها تسمية السلطنة العوذلية والتي نحن بصدد دراسة قيامها والظروف التي نشأت وتطورت فيها حتى اسقاط هذه السلطنة على ايدي ثوار الجبهة القومية في 24 اغسطس 1967م .

    واستنادا لترابط الاحداث التاريخية ومرتكزاتها البارزة وانطلاقا من حديثنا في حنايا صفحاتنا الماضية والذي تطرق الى ذكر السلطنات والمقاطاعات للدويلات المستقلة عن الحكومة المركزية اليمنية والتي ذكرنا اهمها شأنا في الحياة فقد اغضضنا النظر عن ذكر السلطنة العوذلية نظر للاراء التاريخية التي ذكرت ان تلك السلطنة في تلك الفترة الزمنية لانفصال الدويلات عن السلطة المركزية كانت تابعة في الاصل لحكومة الامام الزيدية مظافا الى ذلك علاقاتها الوطيده مع سلطنة الرصاص في البيضاء ـ واستنادا الى حديث الرواه التي تؤكد ان هذه السلطنة قد كانت تدفع ما يسمى بالعشر لسلطنة الرصاص الانفة الذكر ، ناهيك عن ان هذه السلطنة كانت محشورة في رقعة ضيقة بحيث ان هذا لا يمكنها من فرض هيمنة اكبر في شئون الحياة الاجتماعية والسياسية مع الاشارة ايضا الى المضايقات الشديدة التي كانت تعاني منها هذه السلطنة مع سلطنتي الفضلي والعولقي المجاورتين لها ، والتي كانت تمتد حدودهما الى مناطق ظيقة جدا في مساحات هذه السلطنة وصلت الى مشارف مدينة لودر عاصمة المديرية اليوم ولا تزال كثيرا من الاثار الشاهدة على ذلك باقية حتى الان ضف الى هذا ما تعززه احاديث شهود الاعيان المعمرين في السن الذين لا يزالون يدركون هذه الحقيقة جداً .

    وهنا نود الاشارة الى ما اورده المؤرخ اليمني الكبير سلطان ناجي بخصوص هذه المنطقة لكي نصل الى حقيقة قد لا تتلائم مع ما ذكره ذلك المؤرخ وجلاء للشك نورد عبارته نصا الوارده في صفحة 32 من كتابة : التاريخ العسكري لليمن الفقره الثانية حيث يقول : ( ومنذ تقديم مشروعهم أي البريطانيين ذلك عام 1873م اصبحت تلك المناطق تعرف بالنواحي التسع وهي العبدلي ، والفضلي ، العولقي ( بالطبع فدثينة والعواذل كانت تتوزع بين العولقي والفضلي ) اليافعي ، الحوشبي ، الاميري الضالع ... )

    فقوله ان العواذل كانت موزعه بين العولقي والفضلي عبارة لا تستند الى دليل قاطع للاسباب التالية :

    1. ان الاستاذ سلطان ناجي نفسه قد اورد تلك العبارة مصحبة بدليل انها من مرجع اخر ولم يقف ولو قليلا بتسميتها والتأكيد من صحتها .

    2. نحن ومعنا كبار السن الذين لا يزالون على قيد الحياه والذين هم بدورهم قد استمدوا حقائق عن ابائهم وابائهم عن اجدادهم وها كذا دواليك كانت مجمل ما قيل عن هذه الحقيقة ان ما تعرف بسلطنة العوذلي كانت تنحصر مثل ما ذكرنا في مساحة جغرافية ضيقه وخاصة في العواذل السفلى ( الكور ) وقد اظفنا الى ذلك ارتباطها وتبعيتها للحكومة الامامية الزيدية في شمال الوطن .

    3. اضف الى ذلك شدت الصراعات والتناحرات التي كانت دائرة سواء داخل الاسرة الحاكمة او خارجها ، مما ادى الى عدم ظهورها على المسرح السياسي وتوسعها ، ناهيك الى ان بريطانيا لم تهتم بهذه السلطنة الا في وقتا متأخر جدا وذلك عندما رأت اهميتها نظرا لموقها القريب من الحدود الشريطية الوهمية من شمال الوطن وسيطرتها على الطريق المؤدي من البيضاء فالعواذل دثينة والفضلي الى عدن .

    4. هذه العوامل مجتمعة أدت الى لبسا في الاراء التي قيلت عن هذه المنطقة مثل ما التبس على المؤلف اليمني سلطان ناجي واشار بضمها الى دويلات اخرى

    ونود هنا قبل اختتام حديثنا لهذا الفصل الى تثبيت حقيقة تاريخية هامة لها ارتباط وثيق بموضوعنا هذا وهي : تداخل وتشابك القبائل التي سكنت بلاد البيضاء والعواذل ودثينة والتي اشار اليها الهمداني في كتابة صفة جزيرة العرب والذي ثبت هذا التشابك والتداخل حيث لاحظنا ان معظم هذه القبائل تنتهي في النسب الى جدا واحد ( أود) وهو بطن من مذحج ومذحج هو ابو قبيلة يمنية كبيرة ينتهي نسبة الى يعرب بن قحطان .


    1. سرو مذحج : السرو لغة الجبل مرتفع ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل .

    مذحج ابو قبيلة من قبائل اليمن الكبرى اسمه مالك بن ادر بن عمروا بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرف بن قحطان وسمي مذحج لانه ولد على اكمه يقال لها مذحج

    2. النخع : يفتح النون مشدده والخاء المعجمة هي قبيلة من مذحج معروفه وللنخع بقية في اوطانها يقال لهم النخعيون وبلاد النخع في الجنوب الشرقي من بلاد البيضاء ( رحاب ) .

    3. صحب : وادي مشهور وفيه قرى عديدة : صعدان بين الرباط وامشهور وواديه ينزل على الرباط من بلاد مشهور .

    4. عدو : واد لا تزال اثاره حتى الان في الظاهر وتوجد في اعلاه كتابة حميرية تحتوي على قوانين توزيع مياه الوادي بين القبائل التي تملكه سابقا وينزل الى شرجان ولا تزال اثار السد فيه حتى اليوم وهو عبارة عن جبال متقارب اعلى وادي عدو من اهل جمعيملان ووادي عدو كان ودايا كثير الابصال والاعناب وقد قام بنقل الكتابة التي فيه الضابط الزراعي البريطاني في المنطقة وتم ترجمتها في الخارج كما ذكر لي الحاج صالح عبد الله علعلة .

    5. أود : بفتح الهمزه وسكون الواو بطن من مذحج ومنبع عمر بن ميمون الاودي صاحب معاذ بن جبل الانصاري الصحابي المعروف اسلم على يده ولازمه حتى توفي معاذ .

    6. بنو قيس : هم القيسيون اليوم .

    7. المعوران : منطقة في قرية العين وهي اليوم المزرعة التابعة لمؤسسة اللحوم .

    8. ربيعة الفرس : هو أخر مضرا بن نزار ولقب ربيعة الفرس لانه أعطى من الميراث لابيه الفرس ولقب اخيه مضر بمضر الحمراء لانه اعطى الذهب من ميراث ابنه هكذا قيل .

    9. عبد الله : وفي الاصول كلها عبد الله بالعين : عائذ الله بن سعد العشيره من مذحج .

    10. مهار : بضم الميم اخره جوار لودر ولا تعرف اليوم الا أننا نعتقد انها قد تكون اليوم ما تعرف بقرية ( امهيدان ) التي تبعد عن لودر جنوبا بمسافة تقدر ب اربعة اميال تقريبا ولا تزال فيها بعض من الاثار القديمة .

    11. الشنونه : مأخذو من الشنانه أو الشنأن وهو البقض مموها بذلك لشنان وقع بينهم وهو لقب عبد الله بن كعب بن عبد الله بن كعب بن نصر بن الازد ويقال شنوى منهم سفيان بن زهير بن عبد الله الشنائي احبان ( اللباب ) قال الشاعر :

    ونحن قتلنا الازد أزد شنؤه . فما شربت بعدا على لذه خمرا

    12. صفة جزيرة العرب ( 177 ـ 199) .

    13. راجع كتاب ( قرة العيون باخبار اليمن الميمون ) لابن الدييع.

    14. حصن دثينة : يعتقد انه في الحافه وقد روا لي الحاج صالح علعله ان لقاء جمعه بالمؤرخ اليمني حمزه لقمان في لودر وقال له ان عامر بن عبد الوهاب دخل الحافة ودمر حصنها وكانت تتبع حينها الطولقي ( العولقي ) وأورد الشعر الأتي :

    يا عمر الملك التقــي أخذ بلاد الطولقـــي

    الحافة امست خاربـة وشقي بها من قد شقـي

    15. راجع كتاب ابن الدييع الانف الذكر ..

    16. بيضاء حصي : مدينة اثرية قديمة لم يبقى منها غير هياكل ومساندها الاثرية التي تبين عن ماضيها الغابر وقد عثر على تماثيل وكتابات تشير الدلائل انه يوجد تحت انقضاها مجد وكانت عاصمة السرو ولم تختلف من على مسرح الحياه الا في القرن العاشر حيث حلت محلها مدينة البيضاء الحاليه وكان يسكنها آل الجلال سلاطينها من بني مسليه وتقع شرقي البيضاء بنصف ساعة .

    17. حصن مفلحه وحصن كلب : أماكن في سرو مذحج في بلاد البيضاء في القرب الجنوبي من البيضاء وحصن رداع الحرامل يقع فوق عقبة ثره للهابط من البيضاء الى الكور .

    18. ابن الديبع نفس المرجع السابق .

    19. كتاب هدية الزمن في اخبار لمولك لحج وعدن صفحات 102و 109 و 110 الى 111 للكاتب احمد فضل العبدلي ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:48 pm